الرجيم الكيميائي: ما هو وما هي أضراره الصحية؟

عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فإنّ بعض الأشخاص يغيرون أصناف الطعام التي يتناولونها عادة، بينما يقلل الآخرون من كمية الطعام المتناولة يومياً، ومهما كانت الطريقة التي يختارها الشخص، فإنّ مفتاح الحفاظ على خسارة الوزن هو إجراء تغييرات دائمة لنمط الحياة والخيارات الغذائية اليومية.^[١][٢]

الرجيم الكيميائي

الرجيم الكيميائي هو أحد أنظمة هوس الحميات الغذائية (بالإنجليزية: Fad diets)، التي تزعم أنّه إذا تم تناول أنواع محددة من الأطعمة معاً، فإن ذلك يغير من كيمياء المعدة ويساهم في خسارة الوزن، وذلك عن طريق رفع معدل الأيض، ومن الجدير بالذكر أنّ كلّ مُؤيِّد لهذا الرجيم يُعطي طريقة لتطبيقه مختلفة عن المؤيِّد الآخر، وهذا يدل على عدم وجود أي أساس علمي لهذا الرجيم.^[٣]

حقيقة أم خرافة: هل الرجيم الكيميائي يُفقد الوزن

خرافة

في الحقيقة ليس للرجيم الكيميائي وما يعادله من الحميات المختلفة أيّ دليل علمي على أنّها تساعد على خسارة الوزن في المراجع العلمية الموثوقة، وومن الجدير بالذكر أنّ ما يحدث من فقدان سريع للوزن عند الأشخاص الذين يتبعون هذا النوع من الحميات لا يكون من وزن دهون الجسم، وإنما عادة يتكون من وزن العضلات، والماء، والعظام،^[٤] وحتى وإن كان هناك خسارة للدهون فإنها خسارة غير صحية، حيث إنّ الرجيم الكيميائي وما يشابهه من هوس الحميات الغذائية تشترك بأنها حل مؤقت لمشكلة مستمرة لدى الكثير من الأشخاص، فبمجرد توقف الشخص عن اتباع هذه الأنظمة يسترجع الوزن المفقود بسهولة، وذلك لأنّ هذه الحميات لا تستهدف تعديل نمط الحياة اليومي، أو التخلُّص من العادات الغذائية السيئة التي تسببت في زيادة الوزن.^[٥]

حميات مشابهة للرجيم الكيميائي

توجد حمية مُشابهة للرجيم الكيميائي تُسمى بحمية مُركّبات الطعام (بالإنجليزيّة: Food combination)، وتتلخص هذه الحمية بما يأتي:

• بعض الأصناف من الأطعمة تتفاعل مع بعضها البعض بشكلٍ جيد، بينما توجد أصناف أخرى لا تتفاعل مع بعضها بشكل جيد في جسم الإنسان.^[٦]
• عند اتباع هذه الحمية يُمنع المزج بين مصادر الكربوهيدرات؛ كالخبز، والأرز، مع مصادر البروتينات؛ كاللحوم، والبيض.^[٧]
• يجب تناول الفواكه لوحدها على معدة فارغة؛ أي بعد عدة ساعات من تناول الوجبات الرئيسية أو قبل 20 دقيقة من الوجبة.^[٨]

وبحسب المؤيدين لهذا النظام الغذائي فإن القواعد المطروحة سابقاً مُهمّة لسببين رئيسيين:^[٩]

• أولاً: يعتقدون أنّ البروتينات والكربوهيدرات يتم هضمها بمعدلات مختلفة، لذلك يصعب على الجسم التعامل معها عند تناولها معًا.
• ثانيًا: يعتقدون أن الأطعمة المختلفة تتطلب مستويات مختلفة من الحموضة في الجهاز الهضمي، لذلك فإن الجمع بين نوعين من الأطعمة يتطلب مستويات مختلفة من الحموضة وبالتالي لا يمكن هضمها معًا.

ولا تستند أيٌّ من هذه المعتقدات إلى حقائق العلمية، حيث يعمل الجهاز الهضمي بالكامل بما في ذلك؛ اللعاب في الفم، والأحماض في المعدة، والإنزيمات في الأمعاء الدقيقة، والبكتيريا في الأمعاء الغليظة، معًا على هضم الطعام وجعله صالحًا للاستخدام لبقية الجسم، فالجسم قادر بشكلٍ كبير على هضم أي نوع من الأطعمة في أي مجموعة وبأي مزيج،^[١٠] وبشكل مختصر لا يوجد أيضاً أيّ دراسات على هذا النوع من الحميات أيضاً،^[١١] باستثناء دراسة واحدة قارنت بين اتباع حمية مركبات الطعام قليلة السعرات الحرارية، واتباع حمية غذائية متوازنة، ولم يكن هناك فرق أو تأثير على خسارة الوزن أو التقليل من نسبة الدهون بين الأشخاص، بل كانت النتائج متماثلة.^[١٢][١٣]

أضرار اتباع الرجيم الكيميائي والرجيمات المشابهة له

إنّ هذه الرجيمات لا تصلح لتحسين صحة الجسم أو لخسارة الوزن الناجحة على المدى الطويل، بالإضافة إلى أنّها تشتت انتباه الأشخاص عن العاملين الرئيسيين لخسارة الوزن؛ وهما التغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضة، ففي حال الرغبة في إنقاص الوزن لا بد من التركيز على إجراء تغييرات صغيرة ومعقولة للأطعمة المتناولة يومياً، وزيادة مستوى النشاط البدني، كما يُمكن اللجوء إلى اختصاصي تغذية أو مقدم الرعاية الصحية لتحديد الأهداف المنطقية ومراقبة تقدم الجسم المستمر، مما يساعد الشخص على الوصول إلى خسارة الوزن المطلوبة،^[١٤] وفيما يأتي بعض الأضرار التي ترافق هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية:^[١٥]

• نقص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
• الجفاف.
• التعب والإعياء.
• الغثيان والصداع.
• الإمساك.

وفي حال استمرارها لمدة طويلة، فمن المحتمل نشوء العديد من المضاعفات التي تعود على الجسم بالضرر.