النظام الغذائي لمرض الكواشيوركور

الكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor)؛ هو أحد أشكال فقر التغذية، وهو شائعٌ بين الأطفال والرُّضّع في المناطق الفقيرة التي لا يحصل فيها الأطفال على كميات كافية من البروتين أو غيره من العناصر الغذائية الأساسية عن طريق الحمية الغذائية، ومن أهمّ الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بهذا المرض هي زيادة السوائل في أنسجة الجسم، ممّا يسبب حالةً تُسمى بالوذمة (بالإنجليزية: Edema)؛ وهي انتفاخ تحت الجلد، وعادةً ما يبدأ هذا الانتفاخ في القدمين، ولكنه قد يتطور ليصل إلى باقي أنحاء الجسم، بما فيها الوجه.[١]


وعلى الرغم من أنّ حالة الكواشيوركور ترتبط بفقر التغذية؛ إلّا أنَّ تقديم الطعام للمريض فقط لن يساعد على علاج جميع أشكال النقص التي يعاني منها، والتي تؤثر في حالته، فالمريض الذي عاش فترةً طويلة دون الحصول على كميات كافية من البروتين والعناصر الغذائية؛ لن يستطيع تناول هذا الطعام والاستفادة منه، ولذلك من المهم تقديم الطعام للمريض بحذر وانتباه لتفادي إصابته بما يُعرَف بمتلازمة إعادة التغذية (بالإنجليزية: Refeeding syndrome)، والتي تحدث نتيجة إعادة تغذية المريض بسرعةٍ لا تتناسب مع قدرة جسمه، ممّا يسبب تغيراً خطيراً في مستويات الكهرليات (بالإنجليزية: Electrolytes)، ولذلك من المهم جداً التأكد من أنّ العلاج يتمّ تحت إشرافٍ طبي لضمان صحة المريض.[٢]




من المهم التأكد من أنّ علاج المصابين بمرض الكواشيوركور ونظامهم الغذائي يتم تحت إشراف طبي، للتأكد من سلامتهم وصحتهم، فإعادة تقديم الطعام دون تدخل طبي قد يكون ضاراً لهم.




الخطوات التي تسبق تغذية المصابين بمرض الكواشيوركور

قبل البدء بتغذية المصاب بالكواشيوركور؛ تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنّهُ من المهم للأطباء اتباع الخطوات الآتية لضمان صحة المصاب:[٣][١]


الخطوة الأولى: علاج نقص سكر الدم

إذ يتم إعطاء محاليل تُساهم في الحد من انخفاض مستويات السكر في الدم وتحسينها، وعادةً ما تتم هذه الخطوة في المستشفى.


الخطوة الثانية: علاج انخفاض حرارة الجسم

عادةً ما يُعاني مرضى الكواشيوركور من انخفاض في معدلات الحرارة في الجسم؛ لقلة السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تُساهم في توليدها، لذا يجب الحفاظ على حرارة الجسم والحد من انخفاضها وإبقائه دافئًا.


الخطوة الثالثة: علاج الجفاف

إذ يتم خلال هذه الخطوة علاج مشكلة الجفاف في حال الإصابة بها أو التقليل من احتمالية وصول المريض لها؛ وذلك من خلال إعطائه محاليل لمعالجة الجفاف خاصة لمرضى الكواشيوركور.


الخطوة الرابعة: تصحيح حالة اضطراب الكهرليات

إذ يتم ذلك من خلال إعطاء المصاب مكملات ومحاليل تُساهم في إعادة توازن الكهرليات في الجسم.


الخطوة الخامسة: علاج العدوى

إذ يُمكن أن يُعاني البعض من العدوى بأنواعها نتيجة ضعف المناعة لديهم؛ لذا عادةً ما يُعطى المصابون بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهاب.


الخطوة السادسة: تصحيح نقص العناصر الغذائية الصغرى

يعاني جميع المصابين بفقر التغذية بأنواعها من نقصٍ شديدٍ في الفيتامينات والمعادن، ونذكر فيما يأتي أهمّ العناصر الغذائية التي يجب تقديمها:[٣]

  • يُعطى فيتامين أ عن طريق الفم في اليوم الأول، ويُبين الجدول الآتي الكميات التي يجب تقديمها حسب عمر المصاب، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ الذين أخذوا جرعة من هذا الفيتامين خلال الشهر لا يُعطون مرة أخرى:


الفئة العمرية
كمية فيتامين أ الموصى بها بالوحدة الدولية
أقل من 5 أشهر
50000
من 6 إلى 12 شهرًا
100000
أكبر من 12 شهرًا
200000


  • تُعطى جرعة يومية من مكملات الفيتامينات المتعددة خلال أول أسبوعين من العلاج، بالإضافة إلى 5 ميليغرامات من حمض الفوليك في اليوم الأول ثم يتم تخفيض الجرعة إلى 1 ميليغرام في اليوم، أما الزنك فيُعطى 2 ميليغرام منه لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًّا، و0.3 ميليغرام من النحاس لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
  • بعد تحسن شهية المصاب والبدء باكتساب الوزن، يمكن البدء بإعطائه 3 مليغرامات من الحديد لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً، مع ضرورة الانتباه إلى أنّه يجب عدم إعطاء الحديد قبل ذلك حتى في حال نقصه، فقد يسبب سوء حالة العدوى.


الخطوة السابعة: البدء بتقديم الطعام بحذر

تعتمد تغذية المصابين بمرض الكواشيوركور على أطعمة علاجية خاصة بحالتهم تُقَدّم في المستشفى أثناء علاجهم، وتكون مدعمة بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها، ونذكر فيما يأتي ما يتم تقديمه لهم:[٤]


الحليب العلاجي

يُستخدم للمرضى الموجودين في المستشفى فقط دون غيرهم، وعادةً ما يُستخدم نوعان من هذا الحليب للمصابين، وهما:

  • الحليب العلاجي F-75: يكون هذا الحليب قليلاً بالبروتين، والسعرات الحرارية والصوديوم، ويُستخدم في المرحلة الأولى للعلاج، لتغطية الحاجات الأساسية للمريض حتى يتم علاج المضاعفات التي يعاني منها.
  • الحليب العلاجي F-100: والذي يمتلك تركيزاً أعلى من البروتين والسعرات الحرارية، ويتم استخدامه بدلاً من الحليب العلاجي F-75 بعد عدة أيام، عندما تستقر حالة المصاب، وتتحسن شهيته، وتقل الوذمة لديه، بالإضافة إلى تحسن صحته، ويساعد هذا النوع من الحليب على تعزيز اكتساب الوزن بشكل سريع، ويمكن أن يُعطى هذا الحليب مع الأطعمة العلاجية الجاهزة أو بدلاً منها.


الأطعمة العلاجية الجاهزة

(بالإنجليزية: Ready-to-use therapeutic food)، واختصاراً (RUTF)، وهي أطعمة جاهزة للاستهلاك، تُستخدم لعلاج الأطفال الذين يعانون من فقر التغذية، وتمتلك هذه الأطعمة تركيبة مشابهة للحليب العلاجي F-100، ولكنّ محتواها من الحديد يكون أعلى، وهي مصممة لتعزيز اكتساب الوزن السريع.


الماء وحليب الثدي

من المهم شرب كميات كافية من الماء للطفل بين الوجبات، وخصوصاً في حال كانت درجة حرارته أعلى من الطبيعي، أو كان يعاني من الحمى، كما يُنصح بالاستمرار في إرضاع الطفل في حال كان لا يزال يرضع رضاعة طبيعية إلى أن يصل لسن المناسب.

المراجع

  1. ^ أ ب "Kwashiorkor", nhs, Retrieved 14/2/2022. Edited.
  2. Rachel Nall (15/3/2020), "Why does malnutrition cause stomach bloating?", medicalnewstoday, Retrieved 14/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Ann Ashworth, Sultana Khanum, Alan Jackson, and Claire Schofield, Guidelines for the inpatient treatment of severely malnourished children, Page 11-20. Edited.
  4. "Severe acute malnutrition", medicalguidelines, Retrieved 14/2/2022. Edited.