الصيام المتقطع للحامل: هل هو آمن؟

الصيام المتقطع

يُعدّ الصيام المتقطع من أشكال الحميات الغذائية التي لا تُركز على نوع الغذاء المُتناول، بل تهتم في الأوقات التي يُمكن فيها تناول الطعام؛ حيث إنّ تناول الطعام في نظام الصيام المتقطع يكون خلال ساعات أو فترة معينة من اليوم فقط، بالإضافة إلى دوره في خسارة الوزن، فقد يُساهم في تحسين القدرات العقلية والتركيز، والمحافظة على صحة القلب، وتحسين الأداء الرياضي، والسمنة، وغيرها من الحالات.^[١]

ولكن يجدر التنويه إلى أنّه ما تزال فوائد الصيام المتقطع غير مؤكدة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثباتها، ويجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل اتباع هذا النظام.^[١]

الصيام المتقطع للحامل

إن الاهتمام بتغذية الحامل يُعدّ أمراً مهماً؛ لأنّ ذلك يؤثر على الوزن الذي يكسبه الطفل، وعلى نموه جسدياً وعقلياً بما يتعلق بالدماغ، بالإضافة إلى تأثيره في قدرة المرأة على إرضاع الطفل بعد الولادة؛ لذا يجب استشارة طبيبها المُختص قبل اتباع أيّ نظام غذائي، بما في ذلك نظام الصيام المتقطع، لكن بشكل عام لا تُنصح المرأة الحامل باتباع هذا النظام لعدة أسباب، والتي نذكر منها ما يأتي:^[٢]

• عدم وجود أدلة أو دراسات علمية كافية تؤكد ما إذا كان من الآمن للمرأة الحامل اتباع نظام الصيام المتقطع.
• إمكانية أن يؤدي التغيير المُفاجئ أو الكبير في نظام الأكل إلى نقص في التغذية لدى الجنين، وأحياناً مشاكل صحية أخرى.
• إمكانية أن يسبب الصيام المتقطع اضطرابات هرمونية في جسم المرأة الحامل.
• ارتباط زيادة فترة الصيام المسائية للمرأة أثناء الحمل، وتحديداً في نهاية الثلث الثاني من الحمل، باحتمالية المساهمة في زيادة محيط الرأس، وزيادة نسبة الدهون في الجسم وذلك عند الإناث تحديداً من المواليد وليس الذكور بحسب ما ذكرت إحدى الدراسات.^[٣]

الآثار الجانبية للصيام المتقطع على المرأة الحامل

لا توجد دراسات أو أبحاث علمية كافية من أجل معرفة تأثير الصيام المُتقطع في المرأة الحامل سواء على صحتها أو على صحة الجنين كما ذُكر سابقاً، لكن هناك بعض الدراسات التي تمت على صيام المرأة الحامل لشهر رمضان، وقد توصلت نتائجها المحتملة إلى الآتي:^[٢]

• يؤدي الصيام المتقطع إلى انخفاض مستوى السكر في الدم عند المرأة مما يسبب زيادة الفترة اللازمة لبداية شعورهنّ بتحركات الجنين في الرحم، حيث إنّ التردد المنخفض لحركات الجنين بشكل عام يعد إحدى عوامل الخطورة وبخاصة عند اقتراب المدة اللازمة للولادة.
• يؤدي الصيام المتقطع إلى عدم تناول الكمية الكافية التي يحتاجها الجسم من الطعام والعناصر الغذائية الرئيسية، خاصة وأنّ الاحتياج لها أثناء الحمل يكون مُرتفعاً لتأمين احتياجات الرضيع أيضاً، فمثلاً قد تحدث مُشكلة فقر الدم الناجمة عن نقص الحديد التي قد يُعاني منها الطفل قبل وصوله لعمر السنة إذا لم يحصل على الحديد الذي يحتاجه في الثلث الثالث من الحمل.

هل يُمكن للمرأة المُقبلة على الحمل اتباع نظام الصيام المتقطع؟

توجد العديد من الدراسات التي تُظهر فوائد عديدة لاتباع الصيام المتقطع قبل الحمل، وفيما يأتي توضيحها:^[٤][٢]

• أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ اتباع المرأة التي تُعاني من السمنة أو تكيس المبايض لنظام الصيام المتقطع لفترة قصيرة قد يُساعد على زيادة فُرصهم بالحمل من خلال زيادة مستوى أحد الهرمونات التي تساعد على عملية التكاثر وهو الهرمون المنشط للجسم الأصفر المعروف اختصاراً بـ LH، كما يقلل من مستوى هرمونات التوتر كهرمون النورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine).
• وجدت دراسة أخرى أنّ انخفاض وزن الجسم بنسبة 5 إلى 10% قد يُساعد على زيادة فُرص الحمل، وبما أنّ نظام الصيام المتقطع يُساعد على خسارة الوزن، والتحسين من مقاومة الأنسولين، وغيرها من الحالات الصحية؛ بالتالي قد يُساعد نظام الصيام المتقطع النساء اللاتي يرغبنَ في الحمل والإنجاب.

أنواع الصيام المتقطع

توجد أشكال مختلفة من الصيام المتقطع، والتي تختلف في أوقات تناوُل الطعام وعدد الساعات التي يتم الصيام فيها، وتكون كما يأتي:^[٥][١][٢]

• النمط اليومي: والذي تقتصر فيه ساعات الأكل بين 6 إلى 8 ساعات في اليوم، وما تبقى من ساعات اليوم أي من 16 إلى 18 ساعة يكون فيها الصيام.
• نمط 5:2: والذي يتناول فيه الشخص الطعام بشكل طبيعي مدة 5 أيام من الأسبوع، وفي اليومين المتبقيين يجب تناول وجبة واحدة تحتوي على 500 إلى 600 سعرة حرارية فقط.
• نمط الأكل والتوقف والأكل: ويكون هذا النهج بأن يصوم الشخص مرة أو مرتين مدة 24 ساعة في الأسبوع من خلال الامتناع عن تناوُل الطعام أي على سبيل المثال من وجبة العشاء في اليوم الأول لوجبة العشاء من اليوم الثاني.