سوء التغذية
يقصد بسوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition) حسب تعريف منظمة الصحة العالميّة (بالإنجليزية: World Health Organization)، بأنه النقصان أو الزيادة بمدخول الجسم من المغذيّات، والسعرات الحراريّة، ويعد نقص التغذيّة (بالإنجليزية: Undernutrition) ومن أشكاله التقزم، والهزال، والنحافة المفرطة، ونقص المغذيّات الرئيسيّة، وفرط التغذيّة (بالإنجليزية: Overnutrition) من الأنواع الأساسية لسوء التغذيّة، والتي قد تُسبب زيادة الوزن، والسمنة، وغيرها من الأمراض مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغيّة، والسكري، والسرطان.[١]
أمراض نقص التغذيّة
يحدث نقص التغذيّة بسبب عدم حصول الجسم على ما يكفي من العناصر الغذائيّة والسعرات الحراريّة اللازمة لتلبية احتياجات الجسم للنمو والبقاء بصحة جيّدة،[٢] وهناك مجموعة من الظروف التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بنقص التغذيّة مثل الفقر، والتشرد، والاضطرابات النفسيّة، والأمراض المزمنة، والتقدم بالسن. [٣]
وقد أفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذيّة والزراعة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذيّة في جميع أنحاء العالم قد ارتفع إلى أكثر 850 مليوناً في عام 2019، ومعظمهم من البلدان الناميّة،[٣] ومن الأمراض الناتجة عن نقص التغذيّة ما يأتي:
النحافة
تحدث النحافة بسبب قلّة الحصول على العناصر الغذائية الضروريّة لمدّ الجسم بالطاقة، حيث يكون وزن الجسم أقل من الوزن الصحي -وهو الوزن اللازم ليعمل الجسم بشكل صحيح-، كما يعد الشخص مصاباً بالنحافة إذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5، وهناك عدة أسباب تؤدي للإصابة بالنحافة مثل عدم اتباع نظام صحيّ ومتوازن، أو الإصابة بضعف الشهية أو اضطرابات الأكل، أو بعض الحالات المرضية الأُخرى مثل فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، والسرطان، والسكريّ.[٤]
وتسبب النحافة ظهور بعض الأعراض والمشاكل الصحية مثل:[٥]
- هشاشة العظام.
- فقر الدم.
- كثرة العدوى والمرض.
- الشعور بالتعب أغلب الأوقات.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لدى النساء.
- خطورة الحمل واحتمالية حدوث ولادة مبكرة.
وللحد من النحافة يجب تحديد المسبب الرئيسي لحدوثها، فإذا كان النظام الغذائي هو السبب في انخفاض الوزن فيجب تغييره، واتباع نظام غذائي متوازن يوفر الكمية المناسبة من السعرات الحرارية بالنسبة للعمر، والجنس، ومستوى النشاط البدني، كما يُنصح بتناول وجبات منتظمة غنيّة بالخضراوات والفواكه، ومنتجات الألبان، والبروتين، والحبوب الكاملة.[٦]
المرازمس
يعد المرازمس (بالإنجليزية: Marasmus) شكل من أشكال سوء التغذية الحاد الذي يحدث عادةً للأطفال،[٧] والسبب الرئيسي لحدوثه هو نقص استهلاك السعرات الحرارية والعناصر الغذائية اللازمة لتلبية احتياجات الجسم خاصةً من البروتين والكربوهيدرات، ومن أهم الأعراض المتزامنة مع الإصابة بالمرازمس هو نقص الوزن، بحيث يفقد الأطفال المصابون الكثير من الكتلة العضلية وطبقة الدهون الموجودة تحت الجلد مما يؤدي لانخفاض مؤشر كتلة الجسم بشكل غير طبيعي، ومن الأعراض الأُخرى للإصابة به:[٨][٧]
- جفاف الجلد والشعر.
- الإسهال الشديد.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- الدوار المستمر.
- إعاقة النمو الطبيعي.
وللتخفيف من حدة المرض يجب اتباع نظام غذائي متوازن ويلبي جميع الاحتياجات الغذائية، وإذا كان المصاب يعاني من الجفاف بسبب الإسهال المزمن فيجب معالجة الجفاف أيضاً عن طريق تزويد المصاب بالسوائل عن طريق الفم والوريد وذلك باستشارة الطبيب.[٧]
الكواشيوركور
الكواشيوركور (بالإنجليزية: kwashiorkor) هو أحد أشكال نقص التغذية الحاد الشائع بين الأطفال أيضاً، إذ لا يحصل الأطفال والرُّضع على ما يكفي من البروتين، والفيتامينات، والعناصر الغذائية الأساسيّة الأُخرى في نظامهم الغذائي، وأحد أهم أعراض الكواشيوركور تجمع السوائل في أنسجة الجسم مسببة تورم تحت الجلد يُسمى بالوذمة، ويبدأ التورم عادةً في الساقين ثم ينتشر ليشمل باقي أجزاء الجسم، ومن الأعراض الأخرى التي يسببها هذا المرض:[٩]
- تضخم البطن.
- الالتهابات المتكررة.
- تهيّج وتقشّر بالجلد.
- جفاف بالشعر.
- إعاقة بالنمو.
ويمكن علاج الكواشيوركور إذا تم تشخيصه باكراً بواسطة حليب ذو تركيبة علاجية خاصة، أو بواسطة أغذية علاجية جاهزة للاستخدام والمصنوعة عادةً من زبدة الفول السوداني، وحليب البودرة، والزيت النباتي، والسكر وتكون مدعّمة بالمعادن والفيتامينات، وذلك بعد استشارة الطبيب.[٩]
الكُساح
الكُساح (بالإنجليزية: Rickets) هو حالة تليُّن وضعف بالعظام عند الأطفال، وهو أحد أشكال نقص التغذية التي تحدث بسبب النقص الحاد في فيتامين د لفترة طويلة، وفي حالات نادرة يمكن أن تتسبب به بعض الحالات الوراثية، حيثُ يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الطعام، وبنقصه لن يستطيع الجسم الحصول على حاجته من الكالسيوم والفسفور مما يُسبب الكساح، لذا يُنصح بإضافة فيتامين د ومصادره إلى النظام الغذائي للتخفيف من خطر الإصابة بهذا المرض، وتشمل أعراض الإصابة بالكساح:[١٠]
- تأخر النمو.
- ألم في العامود الفقري والساقين والحوض.
- ضعف العضلات.
- تأخر في المهارات الحركية.
- حدوث تشوهات هيكلية مثل انحناء الساقين.
الإسقربوط
داء الإسقربوط (بالإنجليزية: Scurvy) هو أحد أشكال نقص التغذية التي تحدث بسبب نقص فيتامين ج الحاد، الذي يعد عنصراً ضرورياً في العديد من العمليات الجسدية، مثل إنتاج الكولاجين، وامتصاص الحديد، والتئام الجروح، كما أنه غالباً ما تبدأ أعراض الإسقربوط بالظهور بعد أربعة أسابيع على الأقل من النقص الحاد في فيتامين ج، وتشمل الأعراض:[١١]
- الضعف العام.
- ضعف الشهية.
- آلام في الساقين.
- حدوث تهيج في بعض أجزاء الجسم.
وبعد مرور شهر إلى 3 أشهر تبدأ أعراض أكثر حدّة بالظهور مثل:[١١]
- الإصابة بفقر الدم.
- التهاب اللثة.
- حدوث نزيف تحت الجلد.
- ظهور كدمات وانتفاخ في بعض أجزاء الجسم.
- تسوس في الأسنان.
- ألم في الصدر مع ضيق بالتنفس.
وعلاج الإسقربوط يتمثل بتناول مكملات فيتامين ج وذلك بعد استشارة الطبيب، بالإضافة إلى إدراج الأطعمة الغنية بفيتامين ج بالنظام الغذائي مثل الخضراوات الخضراء والفواكه، ويبدأ التحسن عند المصابين بعد 48 ساعة، وفي الغالب بعد مرور أسبوعين على الأقل يكون المُصاب قد شُفِيَ تماماً.[١٢]
تضخم الغدة الدرقية
تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goitre) هو توّرم في مقدمة العنق بسبب التورم في الغدة الدرقية، وهي حالة تصيب النساء في الغالب كأحد أشكال نقص التغذية التي تحدث بسبب نقص اليود بشكل رئيسي لديهن، وتشمل الأعراض:[١٣][١٤]
- السعال.
- صعوبة في البلع والتنفس.
- بحّة في الصوت.
- زيادة خطر الإصابة بتوّرم الغدة الدرقية إذا كان للشخص تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية، أو إذا كان الشخص لا يحصل على كمية كافية من اليود عن طريق النظام الغذائي، كما يزيد خطر الإصابة أيضاً بعد تجاوز عمر الأربعين لأن التقدم بالسن يؤثر بصحة الغدة الدرقية.
ويكون العلاج عن طريق استهلاك كميات صغيرة من اليود المشع إذا كان سبب التضخم هو نقص اليود، أو عن طريق تناول بعض الأدوية التي يصرفها الطبيب، وقد يتم اللجوء في بعض الأحيان للجراحة لإزالة جزء من الغدة.[١٣]
مرض البري بري
داء البري بري (بالإنجليزية: Beriberi) هو أحد أشكال نقص التغذية التي تحدث بسبب نقص في فيتامين ب1، والذي يُعرف أيضاً بالثيامين، وهناك نوعان رئيسيّان للمرض وهما:[١٥]
- مرض البري بري الرطب (بالإنجليزية: wet beriberi) الذي يؤثر في القلب والأوعية الدموية، وقد يؤدي بالنهاية لفشل القلب.
- مرض البري بري الجاف (بالإنجليزية: Dry beriberi) والذي يؤثر على الجهاز العصبي ويعمل على ضعف الأعصاب، وقد يؤدي بالنهاية للإصابة بضمور أو شلل بالعضلات.
إن مرض البري بري يُسمى ببعض البلدان باضطراب تعاطي الكحول، إذ وبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية فإن 80% من الأشخاص الذين يتعاطون الكحول يصابون بنقص الثيامين، لأن الكحول يزيد من صعوبة امتصاص الثيامين ومعالجته، وقد يصيب الأطفال الرضع أيضاً إذا كان الحليب الذي يتناولونه يفتقر إلى الثيامين، كما قد يصيب كبار السن، ومرضى السكري، والأشخاص المصابون بنقص المناعة، ويكون العلاج عن طريق زيادة مستويات الثيامين بالجسم، إما عن طريق مكملات الفم أو عن طريق الحقن مباشرةً للجسم وذلك باستشارة الطبيب.[١٦]
الأنيميا
فقر الدم أو الأنيميا هو انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين للدماغ وباقي الجسم، وفقر الدم هو من الأمراض الشائعة في العالم، وفي الغالب فإن النساء، والأطفال، وكبار السن المصابون بأمراض مزمنة هم أكثر عرضة للإصابة به، وأحد أهم أسباب الإصابة بفقر الدم هو نقص الحديد الذي يعد من أشكال نقص التغذية، ومن الأعراض الرئيسية للإصابة بفقر الدم:[١٧]
- الدوار.
- الصداع.
- ألم في العظام والصدر.
- مشاكل في النمو للمراهقين والأطفال.
- ضيق في التنفس.
- بشرة شاحبة.
- وبرودة في اليدين والساقين.
ويختلف العلاج باختلاف المسبب الرئيسي، وقد يشمل العلاج تناول المكملات الغذائية، نقل الدم، حقن الحديد بالوريد، وأحيانا يتم اللجوء للجراحة.
البلاجرا
يحدث مرض البلاجرا (بالإنجليزية: Pallagra) بسبب نقص فيتامين ب3، المعروف بالنياسين وهو من أشكال نقص التغذية، وهو من الأمراض الخطيرة الذي قد تسبب مضاعفات خطيرة إذا لم تعالج، وتشمل أعراضه:[١٨]
- التهاب الجلد.
- الإسهال.
- الخرف.
- طفح جلدي بالوجه أو القدمين أو اليدين.
- الحكة.
وهناك نوعان للبلاجرا وهما البلاجرا الأولية والتي تحدث بسبب تناول وجبات غذائية قليلة بالنياسين، والبلاجرا الثانوية التي تحدث بسبب عدم امتصاص الجسم للنياسين والذي يكون بسبب إدمان الكحول، أو اضطرابات الطعام، أو تناول بعض الأدوية، أو الإصابة بتليف الكبد، ويكون العلاج عن طريق إجراء تغييرات بالنظام الغذائي واتباع نظام عالي بالنياسين، وتناول مكملات النياسين إما عن طريق الفم أو الوريد بناءً على حالة المريض.[١٨]
المراجع
- ↑ "Malnutrition", WHO, 15/4/2020, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ "Undernutrition", Malawi Medical Journal, 12/2006, Issue 18, Folder 4, Page 189-205. Edited.
- ^ أ ب John E. Morley (1/2020)، "Undernutrition"، msmanuals، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. Edited.
- ↑ "What to do if you are underweight", healthdirect, 5/2019, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ Rachel Nall (25/4/2018), "What are the risks of being underweight?", medicalnewstoday, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ "Underweight adults", NHS, 21/4/2020, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت James Roland (18/3/2017), "What You Should Know About Marasmus", healthline, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ Foram Mehta (23/8/2018), "Marasmus: A type of malnutrition", medicalnewstoday, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Kwashiorkor", NHS, 28/8/2019, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ "Rickets", mayoclinic, 14/4/2019, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Huizen (18/9/2018), "What Is Scurvy?", healthline, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ "Scurvy", NHS, 23/11/2020, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Brindles Lee Macon (12/12/2019), "What You Need to Know About Goiter", healthline, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ "Goitre", NHS, 15/4/2019, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ Chitra Badii (17/9/2018), "Beriberi", healthline, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ Jon Johnson (23/5/2019), "Everything you need to know about beriberi", medicalnewstoday, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ "Anemia", webmd, 11/8/2020, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Megan Dix (18/9/2018), "Pellagra", healthline, Retrieved 27/1/2021. Edited.