حمية الكيتو

تعرف الحمية الكيتونية، أو النظام الغذائي الكيتوني، أو ما يعرف بحمية الكيتو (بالإنجليزية: Ketogenic diet) بأنها نظام غذائي عالي بالدهون، وقليل بالكربوهيدرات، وقد اكتسب هذا النظام الغذائي في الآونة الأخيرة اهتمامًا كبيرًا لاعتباره استراتيجية محتملة لفقدان الوزن، ويتميز هذا النظام بمحتواه العالي من الدهون بشكل استثنائي، والذي عادةً ما يتراوح بين 70% إلى 80% من السعرات الحرارية اليومية، بينما الحميات الأخرى منخفضة الكربوهيدرات؛ كحمية أتكنز، وباليو، وساوث بيتش، ودوكان، تكون معتدلة بالدهون وغنية بالبروتينات.[١] 


أنواع حميات الكيتو

هناك عدة أنواع لنظام حمية الكيتو، وهي كالآتي:[مرجع]


حمية الكيتو النموذجية

حمية الكيتو النموذجية (بالإنجليزية: Standard ketogenic diet)، يعتمد هذا النوع على كميات قليلة جداً من الكربوهيدرات، وكميات معتدلة من البروتينات، وكميات عالية من الدهون، وغالباً ما تكون النسب من السعرات الحرارية اليوميّة كالآتي؛ 5% للكربوهيدرات كالذرة، 20% البروتينات كاللحوم، 75% للدهون كالمكسرات.


حمية الكيتو عالية البروتين

حمية الكيتو عالية البروتين (بالإنجليزية: High-protein ketogenic diet)، تتشابه هذه الحمية مع حمية الكيتو النموذجية، إلا أنّها تحتوي على نسبة أعلى من البروتينات والتي تمثل غالباً 35% من السعرات الحرارية اليومية، بينما تكون نسبة الكربوهيدرات 5% والدهون 60%.


حمية الكيتو الدورية

حمية الكيتو الدورية (بالإنجليزية: Cyclical ketogenic diet) تتضمن هذه الحمية زيادة نسبة تناول الكربوهيدرات لفترات معينة بالتناوب مع حمية الكيتو، مثل: اتباع حمية الكيتو لخمسة أيام، ثمّ يليها يومين اتباع نظام غذائيّ عالي بالكربوهيدرات.


 حمية الكيتو المستهدفة

 حمية الكيتو المُستهدفة (بالإنجليزية: Targeted ketogenic diet) يسمح هذا النظام بتناول الكربوهيدرات عند ممارسة التمارين الرياضيّة، أي يُمكن تناول كميات من الكربوهيدرات قبل أو بعد ممارسة التمارين.


ومن الجدير بالذكر أنّ الدراسات حول النظام الغذائي الكيتوني كانت تقتصر في معظمها على حمية الكيتو النموذجية وحمية الكيتو عالية البروتين، أما النوعين الآخرين فهما بمستوى متقدم أكثر لذا غالباً ما تُستخدم من قِبل الرياضيين أو لاعبي كمال الأجسام.[مرجع]


حمية الكيتو وفقدان الوزن

تشتهر حمية الكيتو بفعاليتها في إنقاص الوزن، وفي ما يأتي توضيح لآلية عملها والرأي العلمي فيها:


آلية عمل حمية الكيتو

تتمثل الفرضية المتعلقة بالنظام الغذائي الكيتوني وفقدان الوزن بأنّه إذا تم حرمان الجسم من الكربوهيدرات التي تشكل المصدر الرئيسي للطاقة، فسيتم استخدام الدهون المخزنة في الجسم كوقود بديل، حيث تُنتِج هذه الدهون مركبات تسمى بالكيتونات، والتي بدورها تتراكم في الدم، مما يؤدي إلى دخول الجسم بالحالة الكيتوزية (بالإنجليزية: Ketosis)، ومن هنا سميت هذه الحمية بالحمية الكيتونيّة، وقد يحتاج الشخص من 3 إلى 4 أيام للدخول في هذه الحالة.[٢]


ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الأطعمة التي تعد مصدراً للكربوهيدرات؛ كالفواكه، وبعض الخضراوات، والحبوب، والألبان، وبالتالي عندما يتم اختيار هذا النمط كحمية لإنقاص الوزن فإن استهلاك الكربوهيدرات يُحصر بالحصول فقط على 50 غراماً منها يومياً والتي تمثل نسبة الـ 5%، لذا قد يكون من الصعب تطبيقها لدى كثير من الأشخاص.[٢]


الرأي العلمي حول حمية الكيتو

هناك دراسات حديثة لتقييم حمية الكيتو كحمية علاجية للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، إلا أنّ هذه الدراسات كانت محدودة للغاية، وتم إجراؤها على مجموعات صغيرة من الأشخاص، ولفترة زمنية قصيرة.[٢]


كما أشارت بعض نتائج هذه الدراسات إلى أنّ هذه الحمية تساهم في التحسين من مستويات الكولسترول الكلي، ومستويات سكر الدم، وضغط الدم لدى بعض الأشخاص وليس جميعهم، كما قد تساهم في زيادة فرصة خسارة الوزن أكثر من الحميات الأخرى في أول 3-6 شهور من اتباعها، ولكن بحلول عام واحد تكون هذه النتائج مماثلة لنتائج الأشخاص الذين يتبعون الأنظمة الغذائية التقليدية لخسارة الوزن.[٣][٤]


هل يمكن اتباع حمية الكيتو لخسارة الوزن

إن مفتاح الحفاظ على وزن صحي على المدى الطويل هو نمط الغذاء الذي يمكنك الحفاظ عليه بمرور الوقت وليس لفترة زمنية قصيرة، ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتياجات الغذائية تختلف من شخص لآخر، وأنه لا يوجد نظام غذائي واحد لفقدان الوزن يناسب الجميع، فقد يكون النظام الغذائي الكيتوني خيارًا جيداً لبعض الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إنقاص الوزن بطرق أخرى، لذا من الأفضل أن يتم اختبار أنظمة نزول الوزن المتوازنة أولاً كاتباع الصيام المتقطع، ولكن في حال اختيار اتباع نظام الكيتو فمن الأفضل أن يكون تحت إشراف طبيب واختصاصي تغذية.[٤]


ومن المهم معرفة أنّه عند اتباع نظام كيتو الغذائي، يفقد بعض الأشخاص الوزن بشكل أبطأ من غيرهم حتى لو اتبعوا نفس الخطة الغذائية، مما يسبب لهم إحباطاً وقد يؤثر على دوافعهم لإجراء تغييرات غذائية صحية، كما أن هناك الكثير من الأفراد غير قادرين على الالتزام بهذه الحمية لأنها من الحميات المقيدة جداً ومحدودة الخيارات،[٢] وفي حال لم يتلقَ هؤلاء الأشخاص تثقيفاً تغذوياً حول كيفية التعامل مع الأطعمة التقليدية اليومية والكميات الصحيحة منها، قد يستردون الوزن المفقود بمجرد رجوعهم للنمط الغذائي السابق.[٢]


أضرار حمية الكيتو

قد يرتبط اتباع حمية الكيتو بالعديد من الآثار الجانبية والأضرار سواء أكانت على المدى القصير أو الطويل، وفي ما يأتي توضيح لذلك:


الآثار الجانبية لحمية الكيتو 

تِبعاً للدراسات العلمية إن الاستمرار في حمية الكيتو لفترة زمنية طويلة يمكن أن يعود بالنتائج السلبية على صحة الجسم، إذ غالباً ما يتجنب أخصائي التغذية من إلزام الأفراد بهذه الحمية، وفي حال اتباعها يجب أن يكون تحت إشراف أخصائي تغذية، ومن أضرار حمية الكيتو إصابة بعض الأشخاص تحديداً في الفترة الأولى من اتباع الحمية بإنفلونزا الكيتو Keto Flu، والتي تشبه أعراضها الأعراض الجانبية للإنفلونزا، وتتمثل بما يأتي:[٥]

  • الإمساك
  • الإرهاق
  • انخفاض سكر الدم
  • الغثيان
  • التقيؤ
  • صداع
  • عدم تحمل ممارسة التمارين الرياضية. 


أضرار حمية الكيتو على المدى الطويل

إمكانية إلحاق الضرر ببعض أجزاء الجسم، مثل:[٥]

  • زيادة خطر الإصابة بحصى الكلى.
  • زيادة البروتينات في الدم.
  • نقص في الفيتامينات والمعادن.
  • تراكم الدهون في الكبد.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب؛ لأنّها غنيّة بالدهون المشبعة والمهدرجة التي تزيد من خطر ارتفاع نسبة الكولسترول السيئ في الدم، ولتجنب ذلك يجب الالتزام بتناول الدهون الصحية.[١]


محاذير استخدام حمية الكيتو

هناك بعض الفئات التي لا بد أن تتجنب اتباع هذه الحمية، ويجب استشارة الطبيب قبل الإقبال عليها، وهي كالآتي:[٥][٦]

  • مرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين، أو بعض الأدوية الأخرى التي تسبب انخفاض في سكر الدم.
  • المصابون باضطرابات الطعام.
  • المصابون بأمراض الكلى أو التهاب البنكرياس.
  • الأم الحامل والمرضع.
  • الأشخاص الذين تم استئصال المرارة لديهم، أو من يعانون من مشاكل فيها.
  • الأطفال.
  • من يعانون من النحافة.


فوائد حمية الكيتو

إضافةً لخسارة الوزن يمكن أن تكون حمية الكيتو مفيدة لبعض الحالات، ولكنّها غير مثبتة علمياً بشكل كافي وتحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتأكيدها، منها ما يأتي:[٧]

  •  تخفيف أعراض مرض ألزهايمر.
  •  تقليل النوبات لدى الأطفال المُصابين بالصرع.
  •  تحسين الأعراض المُرافقة لمرض باركنسون (بالإنجليزيّة: Parkinson’s disease).
  •  تقليل مستويات الأنسولين في الدم، وبالتالي تحسين أعراض متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome).
  • تقليل الكمية المتناولة من السكريات والأطعمة المُصنعة، مما يُساهم في التخفيف من حب الشباب. 


المسموحات والممنوعات من الأطعمة في حمية الكيتو 

تبعاً للأطعمة الممنوعة والمسموحة في حمية الكيتو تُقسم الأطعمة في حمية الكيتو إلى ثلاث مجموعات، وهي كالآتي:[٨]


الأطعمة المسموحة في حمية الكيتو

ومن أمثلتها اللحوم؛ مثل لحوم الأبقار، والأسماك الدهنية، والدواجن ذات اللحوم الداكنة، ومرق الدجاج، والدهون الصحية؛ كزيت الزيتون، والزبدة، والأفوكادو، والمكسرات؛ كاللوز، والجوز، ومنتجاتها، وكذلك الخضروات الورقية الخضراء، وبعض الأجبان كجبنة الشيدر، وغيرها.


الأطعمة التي يُسمح بتناولها بكميات مُنخفضة في حمية الكيتو

ومن أمثلتها اللحوم منخفضة الدهون؛ كالدجاج منزوع الجلد، والجمبري، وبعض الدهون؛ كزيت الذرة، وزيت دوار الشمس، والكاجو، والفستق الحلبي، وبعض الخضراوات؛ كالباذنجان، والكراث، واللبن كامل الدسم، وجبنة القريش كاملة الدسم، وجبنة الريكوتا كاملة الدسم، وغيرها.


الأطعمة التي يُمنع تناولها بتاتاً في حمية الكيتو

مثل اللحوم الباردة، وزبدة المارجرين، والفواكه الطازجة والمجففة وعصائرها -باستثناء الأفوكادو-، والحليب، والبوظة، والعسل، وصلصة الكاتشب، والخضراوات النشوية؛ كالبطاطا، والذرة.


تاريخ حمية الكيتو

بدأ استخدام حمية الكيتو منذ قرون ماضية وذلك لعلاج حالات طبية معينة، حيث شاع استخدامها في القرن التاسع عشر تحديداً كحمية تساعد في التحكم بسكر الدم، أما في عام 1920 تم استخدامها كحمية علاجية لصرع الأطفال، وذلك لإثبات فاعليتها في التقليل من نوبات الصراع لديهم.[٩][٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "Should you try the keto diet?", health.harvard, 31/8/2020, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Barbara Gordon (4/2019), "What is the Ketogenic Diet?", eatright, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  3. Kathleen M. Zelman (26/2/2019), "What’s a Ketogenic Diet?", webmd, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Ketogenic diet", healthdirect, 5/2019, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت Ana Gotter (7/1/2020), "Why is the keto diet good for you?", medicalnewstoday, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  6. "Keto Diet Safety", diabetes, 15/1/2019, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Rudy Mawer (22/10/2020), "The Ketogenic Diet: A Detailed Beginner’s Guide to Keto", healthline, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  8. Jessica Migala (28/10/2020), "Keto Diet: A Complete List of What to Eat and Avoid, Plus a 7-Day Sample Menu", everydayhealth, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  9. "The Nutrition Source", hsph.harvard, Retrieved 20/12/2020. Edited.