تحتوي اللحوم الحمراء على العديد من العناصر الغذائية الهامة للجسم، مثل: فيتامين ب12، والحديد المهمان في إنتاج كريات دم حمراء جديدة في الجسم، والبروتينات الضرورية للعضلات والأنسجة والإنزيمات، وبالرغم من هذه الفوائد إلا أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض عديدة.[١]
أضرار اللحوم الحمراء على القولون
بالرغم من وجود عدد كبير من الدراسات التي تبين العلاقة بين اللحوم الحمراء والإصابة بالعديد من الأمراض، إلا أن جميعها قائم على الملاحظات أي أن ذات الأشخاص الذين كانوا يتناولون اللحوم الحمراء بكثرة قد يكونون من المدخنين أو مدمني المخدرات أو الكحول أو لا يمارسون الرياضة وهي عوامل مُسببة للعديد من الأمراض أيضاً وقد تكون هي السبب في إصابتهم بالأمراض وليست اللحوم، ومن هذا المنطلق يجب إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة حقيقة أضرار اللحوم الحمراء بشكل أدق مع عزل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض.[٢]
ومن الجدير بالذكر أن العديد من الدراسات ربطت بين كثرة استهلاك اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون، وفي ما يأتي بعض أبرز هذه الدراسات:[٢]
الدراسة الأولى
أجريت هذه الدراسة على ما يقارب 478 ألف رجلًا وامرأة كانوا لا يُعانون من أي نوع من السرطان، وتم إجراء الفحوصات الدورية لهم على مدى 7 سنوات متواصلة ووُجد خلال هذه الفترة أن 1329 منهم أصيبوا بسرطان القولون والمستقيم، وعندما تم البحث في النظام الغذائي للمصابين تبين أنهم كانوا يتناولون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة، كما أنهم كانوا لا يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة البحرية أو الأسماك؛ إذ تشير الدراسة إلى أن تناول كميات وفيرة من الأسماك يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.[٣]
الدراسة الثانية
أجريت هذه الدراسة على حوالي 48 ألف رجلًا تراوحت أعمارهم من 40 إلى 75 عامًا، وبدأت الدراسة بإجراء فحوصات للتأكد من أنهم غير مصابين بالسرطان، وثم تمت متابعة الفحوصات بشكل دوري على مدى 6 سنوات ليتم إيجاد أن 205 أشخاص منهم أصيبوا بسرطان القولون والمستقيم، وبعد البحث في نظامهم الغذائي وُجد أنهم كانوا يتناولون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء؛ إذ بينت الدراسة أن تناول لحم البقر أو لحم الخنزير أو لحم الضأن 5 مرات أسبوعيًا يزيد من نسبة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.[٤]
أضرار اللحوم الحمراء الأخرى
إضافة لأضرار اللحوم الحمراء على القولون فإنها أيضًا قد تُسبب الأضرار الآتية للجسم عمومًا:[٥]
زيادة الوزن
وُجد أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من اللحوم الحمراء أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة، وهذا الأمر منطقي فنسبة الدهون المشبعة المتواجدة في اللحوم كفيلة بزيادة عدة كيلوغرامات له.
زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب
تؤثر اللحوم الحمراء على القلب باحتوائها على الكارنيتين (بالإنجليزية: Carnitine) وهي مادة تؤدي إلى إطلاق أكسيد ثلاثي ميثيل أمين (بالإنجليزية: Trimethylamine-N-oxide) الذي يُسرع بدوره تكون اللويحات على جدران الشرايين مما يؤدي إلى تصلبها وهذا الأمر يتبعه العديد من أمراض القلب.
زيادة احتمالية الإصابة بأنواع أخرى من السرطان
إضافة للدراسات المذكورة عن العلاقة بين اللحوم الحمراء وسرطان القولون والمستقيم، فإن أبحاثًا أخرى أشارت إلى أن اللحوم الحمراء أيضًا قد تزيد من نسبة الإصابة بكل من سرطان البنكرياس، وسرطان البروستاتا، وسرطان المعدة، وخاصةً تلك اللحوم الحمراء المصنعة.[٢]
المراجع
- ↑ Jennifer Berry (27/8/2019), "Is red meat bad for your health?", medicalnewstoday, Retrieved 23/5/2022. Edited.
- ^ أ ب ت Lizzie Streit (14/3/2022), "Does Red Meat Have Health Benefits? A Look at the Science", healthline, Retrieved 23/5/2022. Edited.
- ↑ Teresa Norat, Sheila Bingham, Pietro Ferrari and others (15/6/2005), "Meat, fish, and colorectal cancer risk: the European Prospective Investigation into cancer and nutrition", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 23/5/2022. Edited.
- ↑ E Giovannucci, E Rimm, M Stampfer and others (1/5/1994), "Intake of fat, meat, and fiber in relation to risk of colon cancer in men", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 23/5/2022. Edited.
- ↑ Rebecca Strong (7/5/2021), "Side Effects of Giving up Red Meat, According to Science", eatthis, Retrieved 23/5/2022. Edited.