هل هناك علاقة بين السمنة والغدة الدرقية؟ وما هو التحليل المناسب؟

هل يجب إجراء تحليل للغدة الدرقية في حال وجود السمنة

تعتمد الإجابة على هذا السؤال على عدّة عوامل، وفيما يأتي توضيح أبعادها:

أسباب السمنة

من الجدير بالذكر أنّ السمنة لا تحدث فجأة؛ إنّما تتطوّر تدريجياً مع مرور الوقت نتيجة لأسباب متعددة،^[١] ومن أهم أسباب السمنة الرئيسية؛ اتباع نظام غذائي غير صحيّ، وغنيّ بالسعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم اليومية، بالتالي يُخزن الجسم هذه السعرات الزائدة على شكل دهون، خاصة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات،^[٢] أما عن الأسباب الأخرى للسمنة فهي تعود إلى قلة النشاط البدني، وبعض الأسباب الطبية، مثل؛ اضطرابات الغدد الصماء، كخمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).^[٣]

العلاقة بين السمنة وخمول الغدة الدرقية

وضحت مجموعة من الدراسات التي أجريت على البشر العلاقة بين السمنة وخمول الغدة الدرقية، حيث تُعدّ زيادة الوزن إحدى أكثر أعراض خمول الغدة الدرقية شيوعاً، ولكن لا تزال آلية حدوث ذلك غير معروفة،^[٤] وفيما يأتي نتائج بعض الدراسات التي أجريت لتوضيح العلاقة بين السمنة وخمول الغدة الدرقية:

• أشارت دراسة أجريت حول تأثير السمنة في مستويات هرمونات الغدة الدرقية لدى مجموعة من البالغين، إلى أنّ متوسط الهرمون المحفز للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone) يزيد كلما زاد مؤشر كتلة الجسم، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الزيادة غير ملحوظةً بشكل كبير وبحاجة للمزيد من الدّراسات لإثبات ذلك.^[٥]
• أشارت دراسة أجريت لمعرفة العلاقة بين السمنة وخمول الغدة الدرقية، وما إذا كانت السمنة سبباً أو نتيجة لخمول الغدة الدرقية، ووجد أنّ وظيفة الغدة الدرقية تقل كلما زاد وزن المصاب.^[٦]
• أشارت دراسة حول العلاقة بين السمنة وخمول الغدة الدرقية، إلى أنّ خمول الغدة الدرقية يؤدي إلى انخفاض معدل عمليات الأيض في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.^[٧]

التحليل المناسب للكشف عن خمول الغدة الدرقية

يُشخص خمول الغدة الدرقية من قِبل طبيب مختص من خلال فحص الأعراض الجسدية، مثل؛ جفاف الجلد، وانتفاخ الرقبة، وبطء معدل نبضات القلب، وغيرها،^[٨]، ولمعرفة سبب حدوث ذلك قد يحتاج المريض إلى إجراء عدّة تحاليل، ومنها ما يأتي:^[٩]

• تحليل الهرمون المحفز للغدة الدرقية: (بالإنجليزية: TSH test)؛ وهو التحليل الأساسيّ لتشخيص خمول الغدة الدرقية، حيث يتم إنتاج هذا الهرمون من الغدة النُخامية لزيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وبالتالي في حالة خمول الغدة الدرقية فإنّ مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية تكون مرتفعة.
• تحليل الثيروكسين الحر: (بالإنجليزية: Free Thyroxine T4)؛ يتم إجراء هذا التحليل مباشرة بعد تحليل الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهو هرمون يفرز من الغدة الدرقية، وفي حالة خمول الغدة الدرقية تكون مستويات هرمون الثيروكسين منخفضة.

نصائح لخسارة الوزن مع خمول الغدة الدرقية

فيما يأتي بعض النصائح لخسارة الوزن وتجنب زيادته مع خمول الغدة الدرقية:^[١٠][١١]

• اتباع نظام غذائي صحي، ومتوازن وغنيّ بالفواكه والخضراوات والألياف، إضافة إلى تجنب تناول الأطعمة المُصنعة، والسكريات، والدهون المشبعة.
• تقليل السّعرات الحراريّة بمقدار 500 سعرةً حراريةً من الكمية الإجمالية التي يحتاجها الجسم في اليوم، وتناوُل حوالي 1200 إلى 1500 سعرة حرارية بحسب استشارة أخصائي التغذية.
• تناول الأطعمة الغنية بمضادات الالتهاب؛ مثل؛ الخضار الورقية، والطماطم، والمكسرات الصحية.
• شرب الماء بكميات كافية؛ فمن فوائد شربه لخسارة الوزن، أنه قد يقلل من كمية الطعام المتناولة، ويحفز من عملية الأيض، وتقليل الشهية، والتخفيف من احتباس السوائل في الجسم.
• ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث إنّها تساعد على التحسين من عملية الأيض، والتقليل من دهون الجسم، وينصح بأداء التمارين مدة 30 دقيقة على الأقل خلال معظم أيام الأسبوع، حتى إن لم تكن في جميع أيام الأسبوع.
• أخذ القسط الكافي من النوم؛ حيث ارتبطت قلة النوم بزيادة خطر الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، لذا لا بدّ من الحرص على النوم مدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً.
• تناول 4 إلى 6 وجبات يومياً بدلاً من تناول 3 وجبات كبيرة، وهذا من شأنه أن لا يتسبب بارتفاع مستويات سكر الدم بشكلٍ كبير، والمحافظة على مستويات السكر في الدم.
• زيارة الطبيب المختص لتقييم وزن الجسم، والأدوية التي يحتاجها المريض.